اتجاهات المرأة الليبية نحو العمل الوظيفي بحث بالعينة حول العاملات بالقطاع العام والخاص
تقرير علمي

توطئة

 

     تعد المرأة نصف المجتمع في الوقت الحاضر كما تذهب بعض أدبيات التنمية ؛ ويظهر ذلك جليا ًفي هذا المجتمع الذي نحن جزء منه إذ أصبح لا يستغنى عن المرأة في خدماتها سوى في سوق العمل او على مستوى الأسرة التي تعيش في كيانها . وبالرغم من كفاءات المرأة  ومستوياتها العلمية حتى اليوم والتي تؤهلها للعمل في كل المجالات التي تكون فيها رائده إلا أنها لا زال العمل مقصوراً عليها في مجالات دون أخرى سوى في الدوائر الرسمية الخدمية او الإنتاجية . وفي هذا البحث لا نخوض في المجالات التى ارتادتها المرأة الليبية حسب ما جاء في تقارير ومؤشرات التنمية وإنما سيقتصر حدود هذا البحث حول عدد من التساؤلات سوف يتم عرضها في الاطار المرجعي لهذ البحث .

  ففي كثير من الأبحاث التي حاولا الباحثان الاطلاع عليها ومن خلال رؤية نقدية لتراث البحثي في علاقة المرأة بالعمل فلم نجد الا ما يتناول اتجاهات افراد المجتمع نحو عمل المرأة خارج البيت ومن شرائحه المختلفة ، وهذا إعطانا المبرر لمعرفة اراء واتجاهات المرأة حول نفسها وما تقوم به في عملها خارج البيت باعتبارها كائن اجتماعي له حقوقه وعليه واجبات نحو العمل الذي تقوم به و نحو مجتمعها الذي تنتمي له ، وجاءت التساؤلات منصبه في هذا الإطار . وكما هو متبع في سياق البحث العلمي إتباع المنهجية العلمية التى تتناسب مع البحث وهذا ما سيقوم به الباحثان بداية بطرح مشكله البحث وتساؤلاتها والأهمية العلمية والنظرية والتعريف بالمفاهيم التي تعتبر مفاتيح البحث ومتغيراته كجزء اول للبحث ثم ننتقل للأدبيات وما ساهم به المنظرين في مثله هذه المشكلة و في الجزء الأخير سيكون عرض للبيانات التي تتعلق بالجانب الميداني وصولا الى النتائج التي توصل لها البحث وتفسيراتها المختلفة في ضوء الادبيات ثم نختم بالتوصيات والخاتمة ونسأل الله ان يكون هذا العمل مفتاح لاعمال بحثية اخرى ويلقى اهتمام عند المهتمين بشؤن المرأة .

 

                                                       الباحثان 

                                                       ديسمبر 2019م

أعداد

 

الدكتور/ نوري محمد احمد ( جامعة الزاوية ) كلية التربية

الدكتورة / عائشة مصطفى لملوم ( جامعة الزاوية ) كلية الآداب

نوري محمد أحمد شقلابو، (12-2019)، جامعة الزاوية: جامعة الزاوية،

PREPARATION AND CHARACTERISATION OF ANTI-FAT1 POLYCLONAL ANTIBODIES
Journal Article

ABSTRACT

Fat cadherins comprise the largest of all known members of cadherin superfamily. They are present

in all multicellular organisms and retain a high degree of structural conservation. In Drosophila

there are two Fat genes: Fat and Fat-like, whilst in vertebrates there are four members called Fat1,

Fat2, Fat3 and Fat4. Our lab group focused on the use of various biochemical methods to analyse

expression of the FAT1 protein. Because of the high molecular size of FAT1 protein our laboratory

has used affinity purification to prepare bespoke rabbit anti-FAT1 antibodies using FAT1 protein

prepared as GST fusions. five overlapping segments of the FAT1 cytoplasmic tail designated A, B,

C, D and E as GST-fusion proteins contained within pGEX plasmids were assigned in our lab.

According to their sequences and hosted rabbit name antibodies were named N34B, N35B and

N34E. To test the efficacy of each antibody preparation, two different techniques were undertaken,

first Western blotting and second immunofluorescent staining. By this analysis the

immunoreactivity of N34B, N35B and N34E compare favourably with the CTD-pAb. N34E

produced less than satisfactory results in this test with low signal to noise and these results are

omitted here. This staining pattern was largely consistent between N34B and N34E, but the signal

to background was a considerably high. According to that the use of the new B and E antibodies

was restricted to Western blotting where these reagents fulfilled the functional requirements.

Key words: Fat1, Fat1 antibodies, cadherins, western blot. Immunofluorescence staining

Alhmmali A.M. Abdalla, (12-2019), Lebda Medical Journal: جامعة المرقب, 6 (1), 229-235

أثر الحاجات الإنسانية لنظرية ماسلو في متطلبات تطبيق جودة التعليم العالي ((دراسة ميدانية من وجهة نظر أعضاء هيأة التدريس في الأكاديمية الليبية للدارسات العليا- طرابلس ))
مقال في مؤتمر علمي

المستخلص

    هدفت هذه الدراسة إلى التعريف على الأثر بين الحاجات الإنسانية لنظرية ماسلو والمتمثلة في الحاجات(الحاجات الفسيولوجية، حاجات الأمان، الحاجات الاجتماعية، الحاجات للتقدير، لتحقيق الذات) و تطبيق متطلبات تطبيق جودة التعليم العالي ، كما يراها أعضاء هيئة التدريس القارين بالأكاديمية ، وكذلك معرفة اختلافات في إجابات المبحوثين حول حاجات نظرية ماسلو . وقد أُجريت هذه الدراسة على عينة عشوائية من أعضاء هيئة التدريس مجتمع الدراسة تم توزيع استبانة عليهم حيث تم توزيع عدد (40) استبانه على مختلف المدارس بالأكاديمية ، وتم استرداد(28 ) من مجموع الاستبيانات الموزعة.  ولتحقيق أهداف الدراسة تم استخدام الأساليب الإحصائية التي تتلاءم مع طبيعة بيانات هذه الدراسة حيث تم استخدام برنامج الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية (spss  ) لتفريغ ولتحليل الاستبيانات. فقد أُستخدم التكرارات والمتوسطات الحسابية ، والانحرافات المعيارية ، ومعامل ألفا كرونباخ وذلك للتحقق من صحة البيانان للاختبار وتم استخدام اختبار (F) لمعرفة تطبيق  الحاجات الإنسانية لنظرية ماسلو واستخدم تحليل التباين الأحادي ANOVA لمعرفة مدى وجود فروقات معنوية في وجهة أعضاء هيئة التدريس حول حاجات نظرية ماسلو ، وكذلك استخدم تحليل الانحدار الخطي البسيط لقياس أثر الأثر بين الحاجات الإنسانية لنظرية ماسلو والمتمثلة في الحاجات(الحاجات الفسيولوجية، حاجات الأمان، الحاجات الاجتماعية، الحاجات للتقدير، لتحقيق الذات) و تطبيق متطلبات تطبيق جودة التعليم العالي ة . ومن خلال تحليل البيانات توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج كان أهمها:

إن الأكثر الحاجات تطبيقاً لنظرية ماسلو في الأكاديمية الليبية كانت حاجات تحقيق الذات، حيث بلغ المتوسط الحسابي لها (2.21) وكانت باقي الحاجات على التوالي (الحاجات الاجتماعية بمتوسط حسابي(2.17)، (حاجات الاحترام والتقدير، بمتوسط حسابي (2.01)، (حاجات الأمان بمتوسط حسابي (1.93) (الحاجات الفسيولوجية بمتوسط حسابي(1.77).

 وجود أثر ذو دلالة إحصائية للحاجات الإنسانية لنظرية ماسلو مجتمعة في تطبيق متطلبات تطبيق جودة التعليم العالي حيث بلغ معامل التحديد (26%)، من التغير في مستوى تطبيق متطلبات تطبيق جودة التعليم العالي يعود إلى التغير في الحاجات الإنسانية لنظرية ماسلو.

الكلمات الدالة : الحاجات الإنسانية لنظرية ماسلو ، متطلبات تطبيق جودة التعليم العالي ،الأكاديمية الليبية للدراسات العليا، ليبيا.


مصطفى عبدالله محمود الفقهي، (11-2019)، الجزائر: مخبر تطوير نظم الجودة في مؤسسات التعليم العالي، 11-28

رصد تغير مساحة الغابات بالمنطقة الممتدة من طرابلس إلى صبراتة للفترة(1985ـ2019) باستخدام المرئيات الفضائية
مقال في مؤتمر علمي

تناول البحث رصد التغير في مســاحة الغابات بالمنطقة الممتدة من طرابلس إلى صبراتة، وذلك بالاعتماد على تحليل المرئيات الفضائية للقمر الصناعي لاند ســــــات للســــنوات: (1985ـ2000ـ2010ـ2019)، ويهدف البحث إلى مراقبة التغير في مساحة هذه الغابات، والبحث عن أسباب هذه التغير، وقياس المساحات الفعلية حتى تاريخ التقاط أحدث صور مستخدمة، ومن ثم تصميم خرائط للغابات بالمنطقة بواسطة نظم المعلومات الجغرافية، بهدف الوصول إلى قاعدة بيانات جغرافية للغابات بالمنطقة، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي والتحليل والكارتوغرافي، واستنتجت وجود تدهور كبير في مساحة الغابات، حيث تقلصت مساحتها من حوالي89.111كم2 إلى6.664كم2، خلال الفترة من(1985-2019)، وكانت نسبة الإزالة75%، والسبب الرئيسي لهذا التدهور يرجع على القطع الجائر، وتوصي الباحثة بضرورة وضع خطة متكاملة لإعادة تشجير المساحات التي تم قطعها بنفس الأصناف المزروعة، والتي أثبتت ملائمتها لبيئة المنطقة، كما توصى بالتوسع في استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في إدارة الغابات ومراقبة التغير الحاصل لوضع الحلول المناسبة. 


مفيدة أبوعجيلة محمد بلق، (11-2019)، الزاوية / ليبيا: جامعة الزاوية، 46-67

قواعد البحث القانوني
كتاب

مناهج البحث

فرج سليمان عبدالله حمودة، (11-2019)، طرابلس: الدار الليبية النشر،

تأثير إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في الري على بعض الخواص الكيميائية للتربة ونمو محصول القم ح
مقال في مجلة علمية

يساهم استعمال مياه الصرف الصحي المعالجة في الزراعة إلى توفير في المياه والتوسع في المساحات الزراعية لإنتاج محاصيل متنوعة وأيضا إلى تقليل

من التكاليف المتعلقة بإنتاج واستيراد واستعمال الأسمدة بسبب وجود العناصر الضرورية للنبات في تلك المياه هدفت هذه الدراسة لبحث مدي

مناسبة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في ري محصول القمح وتأثيرها على خواص التربة الكيميائية والفيزيائية والبيولوجية. أجريت هذه

الدراسة خلال الموسم الزراعي 2014 - 2015 م في منطقة سرت، ليبيا، وصممت التجربة لاستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة بمعاملات

مختلفة: مياه عذبه ) 1W ( )النهر الصناعي(، خلط مياه الصرف مع المياه العذبة ) 2W ( بنسبة 50 %، ثم الخلط بنسبة 67 % مياه صرف

و 33 % مياه عذبه ) 3W ( ومياه الصرف الصحي المعالجة ) 4W (. تم استخدم نوعين من التربة )رملية ورملية طميية(. أ وستخدم محصول القمح

كمحصول إرشادي. وأجريت التحاليل المعملية )الفيزيائية والكيمائية والميكربيولوجية( على عينات التربة والماء وفق طرق معتمدة والتي اشتملت:

تقدير القوام ا ولكثافة الظاهرية ونسبة الرطوبة والتوصيل الكهربائي ( EC ( والرقم الهيدروجيني ) pH ( ا ولأنيونات والكاتيونات الذائبة والبكتريا

القولونية. أيضا تمت دراسة مكونات عوامل نمو محصول القمح باستخدام طرق معتمدة. وجدت نوعية المياه المستخدمة جميعا ضمن الحدود الآمنة

لمعيار منظمة الأغذية العالمية ) FAO ( لمياه الري مع ملاحظة وجود زيادة في نسبة الرصاص عن الحد المسم وح به. من جهة أخري أظهرت مياه

الصرف الصحي فرق معنوي عالي في زيادة متوسطات عوامل نمو القمح مقارنة بالمياه العذبة حيث سجلت اقل قيم. الخصائص الكيميائية

لمستخلص التربة تحت معاملات الري المختلفة لم يلاحظ عليها فروق معنوية في معظمها عدا الكلور والرصاص حيث أظهرت التربة الرملية الطميية

فرق معنوي فيهما على التربة الرملية وبينما أظهرت التربة الرملية فرق معنوي في زيادة نسبة الكربونات. من جهة أخري أظهرت النتائج عدم وجود

فروق معنوية بين التربتين في تأثيرهما على نمو القمح. مياه الصرف الصحي ) 4W ( وجدت أكثر إضافتاً لأعداد بكتريا القولون الغائطية / 100 مل

تلتها ) 3W ( بينما سجلت المياه العذبة أقل إضافة للبكتريا. خلصت الدراسة إلى بإمكانية استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في ري المحاصيل

الزراعية مع ضرورة وجود نظام مراقبة جيد.

مصطفى علي محمد بن زقطة، (10-2019)، Journal of Misurata University for Agricultural Sciences: جامعة مصراتة، 1 (1)، 196-208

Application of gold nanoparticles with 1, 6-Hexanedithiol modified screen-printed carbon electrode as a sensor for determination of arsenic in environmental samples
Conference paper


We have described the development of electrochemical nano sensor for the detection of total arsenic in groundwater, soil, food and honey samples based on the formation of gold nanoparticles. Screen printed carbon electrodes were modified with gold nanoparticles and linked with 1,6-hexanedithiol self-assembled monolayers. The electrodeposition of Au nanoparticles was applied in 10 mL of the solution that totally cover the screen-printed carbon electrode while applying a constant potential of –0.4 V (vs. Ag within SPCE) for 600 sec. Cyclic voltammetry was used to characterize the gold nanoparticles before and after modified with 1,6-hexanedithiol self-assembled monolayers on screen printed carbon electrode. Square wave anodic stripping voltammetry with multi point standard addition method was examined for the detection of As(III) and As(V) on Au NPs-1,6-hexanedithiol modified screen printed carbon electrode under optimized conditions. As(III) and As(V) was firstly, deposited for 60 seconds by the reduction of arsenic in buffer solution: (citric acid, sodium chloride and ascorbic acid pH 2.0), followed by As stripping between –0.20 and 0.35 V at the following parameters: scan rate: 100 mV s–1, frequency: 60 Hz, amplitude: 0.025 V and increment: 5.0 mV. it was found that Au-NPs with 1,6-hexanedithiol modified screen-printed carbon electrode had a highest anodic stripping peak current at 0.201 V. The limit of detection value for arsenic was identified to be 1.7 ng ml –1. Also, the electrochemical nanosensor showed excellent reproducibility and high stability. The developed method was successfully applied to detect total arsenic in ground water, soil and honey samples.

I. S. Shaban, Abdunnaser Mohamed Etorki, (10-2019), USA,: American Scientific Publishers, 762-768

التخطيط الاستراتيجي وعلاقته بجودة الخدمات المصرفية - دراسة ميدانية على المصارف التجارية الليبية
مقال في مجلة علمية

تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على التخطيط الاستراتيجي وعلاقته على جودة الخدمات المصرفية بأبعادها الخمس " الملموسية، الاعتمادية، الاستجابة، التعاطف، الأمان " لعدد " 14 " مصرف، وما هو دور التخطيط الاستراتيجي في جودة الخدمات، وهل هناك علاقة بين التخطيط الاستراتجي والخدمات المصرفية، وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج منها إن التخطيط الاستراتيجي له دور هام في دعم الملموسية والاعتمادية والاستجابة والتعاطف والثقة والأمان، وان التخطيط الاستراتيجي يعد من الأدوات الهامة التي تساعد المصارف بشكل عام والمصارف الليبية محل الدراسة بشكل خاص على تحقيق الميزة التنافسية والمحافظة عليها، والقدرة على وضع الخطط المستقبلية والتنبؤ بهدف التطور والتنمية والتغير.

وقد أوصت الدراسة بمجموعة من التوصيات نذكر منها، ضرورة الاهتمام بتحسين العلاقة أكثر بين التخطيط الاستراتيجي وجودة الخدمات المصرفية، ويجب على المصارف بشكل عام والمصارف الليبية محل الدراسة بشكل خاص تبني التخطيط الاستراتيجي في سلوكياتها لتسيير عملياتها، وأيضا يجب على المصارف بشكل عام والمصارف الليبية بشكل خاص من وضع استراتيجيات واضحة ترتكز على نتائج التطور التكنولوجي والتكيف مع هذه النتائج لخدمة العمل المصرفي في سبيل تحقيق التطور المنشود، وكذلك يجب على إدارات المصارف بشكل عام وإدارات المصارف الليبية بشكل خاص أن تنظر إلى العاملين فيها على أنهم يمثلون جزء من التخطيط الاستراتيجي وعنصر هام في نجاح العمل المصرفي.

خالد صالح عبود اسباقة، (10-2019)، الجامعة الليبية للعلوم الإنسانية والتطبيقية: مجلة الليبية للعلوم الإنسانية والتطبيقية، 9 (3)، 170-199

التسامح قيمة أخلاقية وواجب وطني
مقال في مجلة علمية

زريمق مولود زريمق ابوطلاق، (10-2019)، كلية الآداب والعلوم بمسلاته: جامعة المرقب، 12 (12)، 564-575

تاريخ غرب أفريقيا من خلال مخطوطة (تاريخ كاوسن وحرب كلوي مع أمزورك)
كتاب

 يعتبر الإرث الحضاري لكل أمة من الأمم ذخيرةً للحضارة الإنسانية كلها، ومنبعاً تستمد منه البشرية سبل تطورها وإزدهارها، كما يمثل التراث الأدبي والإنتاج الإنساني في كل حضارة من الحضارات المقياس الحقيقي الذي يصنف على أساسه تقدم المجتمعات ورقي الفكر الإنساني وتطور نظم وطرق وأساليب عيش وحياة الأفراد والمجتمعات.

لذلك، فإن إحياء التراث الإنساني ونشره ونقله للأجيال اللاحقة يٌعد واجباً على أبناء تلك المجتمعات من أجل إظهاره بشكله الصحيح دون تحريف أو تشويه لأنه يعتبر السبيل الوحيد لكتابة التاريخ ودراسة الحضارة وفهم الحياة بمختلف نواحيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتعددة، وهو الطريق الأمثل لإستيعاب التاريخ، وتوظيف الماضي لفهم الحاضر واستشراف المستقبل.

        لقد ترك العلماء والأدباء في كل المجتمعات الانسانية انتاجاً فكرياً في مختلف حقول العلم وضروب المعرفة في شكل مخطوطات كتبوها بأيديهم أو نسخها عنهم طلابهم وجلسائهم ومريديهم، وتوزعت تلك النسخ بين العديد من المكتبات والآرشيفات ودور الحفظ، وكان طبيعاً أن يتعرض الكثير منها للضياع والتلف وسوء الحفظ والتخزين، لذلك صار لزاماً على طلاب العلم بدل مزيد من الجهود للمحافظة على هذا التراث الانساني والعمل على تحقيقه ونشره.

       إن المخطوط الذي بين أيدينا والذي هو من مؤلفات الشيخ بخاري بن تانودي الأقدزي أحد العلماء الأجلاء بمدينة أقدز (أغاديس) بالنيجر يمثل أحد هذه المخطوطات الهامة التي تعُنى بتاريخ أفريقيا فيما وراء الصحراء وعلاقتها بشمال أفريقيا، ويعتبر أحد الكنوز المهمة التي تستحق التحقيق والنشر، فهو يهتم بتاريخ الصراعات والنزاعات بين القبائل والمجموعات العرقية في المنطقة وكيف استثمرتها القوى الاستعمارية ممثلة في فرنسا لخدمة مصالحها وتوسيع نفوذها جنوب الصحراء، كما يقدم هذا المخطوط معلومات قيمة جداً عن الشيخ محمد كاوسن ذلك العالم المجاهد الذي اشتهر بجهاده ضد الاستعمار الفرنسي في النيجر، ومواجهة الاستعمار الايطالي في جنوب ليبيا والذي عرف بعلاقته الوطيدة بالزوايا السنوسية في شمال تشاد وجنوب ليبيا، وملازمته للشيخ أحمد الشريف السنوسي والشيخ محمد العابد السنوسي الذي عينه قائداً لقواته لمواجهة تقدم الفرنسيين في شمال تشاد، واستطاع دحر القوات الفرنسية في معارك عدة، وواصل سيره حتى دخل مدينة أغاديس واستردها من الفرنسيين، كما تجدر الإشارة كذلك إلى أن هذا المجاهد الطارقي "محمد كاوسن" قد عرف أيضاً بعلو كعبه في اللغة العربية والعلوم الشرعية وله رسائل عدة باللغة العربية كان يرسلها إلى زعماء الطوارق وأسرته يبين لهم فيها هدفه من الجهاد.

      إن أهمية هذا المخطوط لا تكمن في كونه مجرد وثيقة تاريخية تقدم معلومات عن أحداث سياسية عن أفريقيا فيما وراء الصحراء خلال فترة زمنية معينة فقط، ولكنه يمدنا أيضاً بمعلومات مهمة جداً عن الحياة الاجتماعية والتركيبة القبلية للمنطقة، ويقدم لنا صورة واضحة المعالم عن العلماء والفقهاء ودورهم السياسي والاجتماعي في المنطقة، واسهامهم في استخدام اللغة العربية ونشرالثقافة الإسلامية وهو الأمر الذي أدركه المستعمر الفرنسي وأعتبره أحد أبرز العراقيل التي تقف في طريق مد نفوذه في المنطقة، حيث أشار إلى ذلك صراحة الحاكم العام الفرنسي بإفريقيا الغربية من (1908-1911م) وليام بونتي في مرسومه الذي أصدره يوم 8 مايو1911م الموجه إلى حكام المستعمرات التابعة له مثل النيجر والسنغال والذي يقول فيه: "لقد أثار انتباهي ما يحدث من عراقيل بسب استعمال اللغة العربية الذي يمكن أن يقال إنه - منتظم- في تحرير الأحكام الصادرة عن القضاء الأهلي وفي المراسلات الرسمية مع الرؤساء والأعيان وفي كل ظروف الحياة الإدارية تقريباً ... وهي اللغة المقدسة في نظر السود".

      من هنا جاءت فكرة دراسة وتحقيق ونشرهذا المخطوط القيّم إسهاماً في الحفاظ على هذا الإرث الإنساني العريق، وخدمة لطلاب العلم والمعرفة للإستفادة من هذه الكنوز النفيسة التي تزخر بها العديد من المكتبات والأراشيف الأفريقية والتي تستحق المزيد من الجهود للحفاظ عليها.


د.مصطفى صقر د. الهادي الدالي، (09-2019)، القاهرة: دار حميثرا،